DSpace
 

Dspace de universite Djillali Liabes de SBA >
Mémoire de Magister >
Science Politique >

Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : http://hdl.handle.net/123456789/600

Titre: التنافس الامريكي الفرنسي على المنطقة المغاربية
Auteur(s): GHARIB, Nouh
ABDELALI, Abdelkader
Date de publication: 23-jui-2015
Résumé: نعيش اليوم في عالم يبدوا للوهلة الأولى انه متجانس وهادئ تحت المظلة الأمريكية، إلا انه في حقيقة الأمر ملئ بالنزاعات والصراع بين لاعبين جدد ، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد هي القطب الوحيد المهيمن على العالم ، فقد ظهرت عدة قوى منافسة كروسيا والصين وفرنسا وكذلك ألمانيا، جعلت من النظام العالمي يتجه نحو تعدد الأقطاب، هذه المنافسة لم تخدم الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت في حرب باردة جديدة حول مناطق النفوذ والمجال الحيوي في العالم لمحاصرة هذه القوى الجديدة والانفراد بالزعامة في العالم . هذا التنافس مس جميع المناطق الحساسة في العالم ومن بينها المنطقة المغاربية التي مع بداية الألفية الثالثة تحولت إلى ساحة صراع سياسي واقتصادي مكشوف وأكثر حدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا . هذه الحرب الصامتة بين القوتين بدأت منذ الزحف الهادئ للولايات المتحدة الأمريكية نحو المنطقة المغاربية التي أصبحت بمثابة خليج القارة الإفريقية لما فيها من ثروات باطنية لم يستثمر الكثير منها ، حيث أشارت مجلة فوريين افرز الأمريكية أن المنطقة المغاربية حساسة لدوائر صنع القرار في أمريكا التي وضعت دراسة كاملة لكيفية زحزحت فرنسا التي كانت لوقت غير بعيد هي المحتكر الوحيد للأسواق المغاربية . فالمنطقة هي إحدى الركائز الأساسية لدعم النهوض والتقدم الفرنسي هذا الأمر الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران في القمة الفرنسية الإفريقية التي عقدت "بيارتيز" بفرنسا عام 1994 ، والتي أكد فيها انه بدون المنطقة المغاربية لن يكون لفرنسا تاريخ في القرن الحادي والعشرين ، فالمنطقة كانت مجد فرنسا ومنطقة نفوذها التاريخي، حيث أن أي رئيس فرنسي يشرف بمعاونة مستشاري قصر الاليزيه على ملف الشؤون المغاربية والذي يصنف على انه بالغ السرية . إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعد الحرب الباردة التفتت إلى المنطقة واضعة نصب عينيها الثروات الطبيعية بها، تاركة المجالات الأخرى تحت الوصاية الفرنسية ، وتعتبر أحداث 11 سبتمبر 2001 المنعرج الكبير في السياسة الخارجية الأمريكية، ودخولها في مسلسل الحرب على الإرهاب جعلها تعيد حساباتها في العديد من مناطق العالم ، وكذا إعادة النظر في التفويضات التي منحتها لحلفائها الأوربيين خاصة منها فرنسا . هذا التنافس ظهر للعيان من خلال البرامج التي سعت كل دولة إلى طرحها أو فرضها لجذب المنطقة إلى فلكها ، ففرنسا التي تخشى أن فقدانها لهذه المنطقة سيحدث نكسة كبيرة لاقتصادها، سعت إلى تسييج المنطقة بتجنيد الدول الأوروبية حولها ودمجها في شراكة أوروبية متوسطية تضمن من خلالها الأسواق وإمدادات الطاقة ، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقف مكتوفة الأيدي وسارعت لطرح مبادرة ايزن ستات للتعاون الأمريكي ألمغاربي. والملاحظ أن كلا من الطرفين يسعى للتعاون في إطار منطقة موحدة عن طريق تحفيز الاتحاد ألمغاربي ليس حبا في المنطقة ولكن من اجل الحصول على الكعكة كاملة دون السماح للخصم بوضع قدم في المنطقة . وبين ذلك وذاك تبقى الدول المغاربية مكتوفة الأيدي تنصاع للضغط الفرنسي تارة وتخضع للهيمنة الأمريكية تارة أخرى دون رسم سياسة جماعية وخطة عمل مشتركة للاستفادة من هذا التنافس وخلق توازن بين مصالح المتنافسين ومصالح المنطقة . وموضوع الدراسة سيسلط الضوء على التنافس الأمريكي الفرنسي على المنطقة المغاربية من خلال التركيز على السياستين الاقتصادية والعسكرية الأمنية لكل من البلدين في المنطقة، وما هي أوجه التنافس والتقارب بين هذه السياسات وتأثيرها على مستقبل المنطقة. كما تهدف الدراسة إلى إبراز الأهمية الجيوبوليتيكية للمنطقة والتطرق لأهم المشاريع الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأمنية التي سطرتها كل من فرنسا وأمريكا للانفراد بالمنطقة، مبرزين أوجه التنافس والتقارب بين سياستي البلدين اتجاه المنطقة ومدا تأثيرهما على المشروع التكاملي المغاربي والأزمة الصحراوية. إن دراسة التنافس الأمريكي الفرنسي على المنطقة المغاربية اعني محاولة دراسة أسباب هذا التنافس وطبيعته أو نوعه وفي ماذا يتجلى على ارض الواقع، ففرنسا مرتبطة تاريخيا بالمنطقة وبتفويض أمريكي مباشر للتصرف في شؤون المنطقة، لكن عودة الاهتمام الأمريكي بالمنطقة يطرح عدة تساؤلات حول التصادم بين البلدين في المنطقة ومآلاته . وبالتالي فالسؤال المطروح : كيف تؤثر الميزات الإقليمية والجيوستراتيجية للمنطقة المغاربية على طبيعة وتوجهات التنافس الأمريكي الفرنسي حولها ؟ من خلال هذه الإشكالية تظهر لنا مجموعة من الأسئلة الفرعية : ما هي الأهمية الإستراتيجية للمنطقة المغاربية؟ ما موقع المنطقة المغاربية من التنافس الفرنسي الأمريكي حول مناطق النفوذ في العالم؟ في ماذا تتجلى مظاهر هذا التنافس حول المنطقة ؟ ما هي نقاط التقارب والخلاف بين السياسات الأمريكية والفرنسية في المنطقة ؟ ما طبيعة التنافس بين القوتين هل هو صفري ام غير صفري ؟ هل يمكن اعتبار هذا التنافس نو طبيعة خاصة أو نوع جديد من التنافس الدولي؟ وما مدى تأثير هذا التنافس على المشروع التكاملي ألمغاربي والقضية الصحراوية؟ ولدراسة الموضوع اقترحنا الفرضيات التالية: لدراسة الموضوع والإجابة عن الإشكاليات المطروحة وضعنا الفرضيات التالية : كلما تميزت المنطقة الإقليمية بثروات طبيعية كبيرة وموقع استراتيجي زاد تنافس القوى الكبرى حولها . اتساع رقعة السوق الاستهلاكية المغاربية وضعف اقتصادياتها التي أصبحت غير قابلة للمنافسة جعلها محط أطماع الدول الكبرى . كلما اتجهت التحركات نحو القطاعين العسكري والطاقوي زادت حدة الصدام بين أمريكا وفرنسا لتصبح اللعبة بينهما صفرية ، وكلما اتجهنا إلى قطاعات أخرى كالثقافية والاجتماعية نقصت حدة الصدام بينهما . تجنبا للتوجهات القومية والتمييزات اللغوية ارتأينا إلى تسمية المنطقة محل الدراسة بالمنطقة المغاربية والتي قصدنا بها المغرب المركزي( le Maghreb central ) والذي يشمل كل من : الجزائر ، المغرب ، تونس ، وذلك لعدة أسباب منها : العلاقة الوطيدة بين كل من فرنسا وهذه الدول بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية . يحتاج هذا البحث إلى نوع من التكامل المنهجي ، بمعنى استعمال أكثر من منهج وذلك لتحليل الموضوعية بطريقة أكثر علمية. منها المنهج التاريخي والذي يساعد على وضع الظاهرة في سياقها التاريخي وتحديد الظروف المحيطة بها والمنتجة لحركيات الظاهرة في وضعها الحالي . المنهج الوصفي الذي يقوم على جمع ودراسة المعطيات حول التفاعلات الأمريكية والفرنسية في المنطقة ودراستها كما هي في الواقع العملي ، ووصفها وصفا كميا وكيفيا باستخدام منطق الوصف القائم على الاستنباط لتحديد الطبيعة السببية لهذه التفاعلات لفهم حركية الظاهرة السياسية محا الدراسة. المنهج الإحصائي الذي يقوم على جمع البيانات ومراجعتها وتبويبها ثم تحليلها وتفسيرها من اجل الاستدلال بها ويفيدنا هذا المنهج من خلال حاجتنا له في تقديم الإحصائيات حول مستوى وطبيعة العلاقات الأمريكية والفرنسية بالمنطقة فيما يخص التجارة الخارجية والمبدلات التجارية . المنهج المقارن من اجل مقارنة المبادرات والشراكات الاقتصادية المطروحة بين الدولتين في المنطقة وكذا توضيح التنافس والتوافق الاستراتيجي للدولتين في المنطقة دون ان ننسى مقارنة وجهات نظر كل نمن القوتين اتجاه المشروع التكاملي ألمغاربي . الإطار ألمفاهيمي : الأمن: يتفق معظم المؤلفين على أن مفهوم الأمن هو مثير للجدل ، كما أن الخلاف حول ما إذا كان التركيز يجب أن يكون على امن الأفراد ، أو الدول أو العالم ككل لا يزال قائما، وعليه بما أن مفهوم الأمن لا يمثل موضوع دراستنا بل يمثل احد مستوياتها التفسيرية ، فإننا نقصد بمصطلح الأمن في هذه الدراسة ذلك الإجماع الذي وصل إليه معظم المهتمين بالدراسات الإستراتيجية والأمنية والذي يقول : الأمن هو غياب أي تهديد للقيم الرئيسية سواء كانت قيم تتعلق بالفرد او المجتمع1 . الإستراتيجية : كغيره من المصطلحات هناك اختلافات متفاوتة النسب حول المقصود بمصطلح الإستراتيجية وترجع هذه الاختلافات بالأساس إلى اختلاف خلفيات ومنطلقات وأهداف المفكرين . فيما يخص هذه الدراسة نستعمل هذا المصطلح للإشارة إلى ذلك المعنى الذي قدمه باري بوزان للإستراتجية في قوله هي كل ما يركز على استعمال أو التهديد باستعمال أو التهديد باستعمال العنف أو إحدى أدواته من طرف وحدات سياسية في سبيل الدفاع عن مصالحها ضد وحدات سياسية أخرى 2. الإرهاب : هو مصطلح أثار الجدل الأكاديميين والرسميين وحتى الناس العاديين ويرجع الاختلاف في تعريف الإرهاب إلى تعقد الظاهرة الإرهابية وتعدد مستوياتها وصورها حيث نجد من بين التعريفات : الإرهاب هو مجموعة من التكتيكات التي تستخدم التفجيرات اختطاف الرهائن الاغتيالات ، خدمة لأهداف سياسية أو اقتصادية أو دينية3 ، كما قد يعرف على انه : تورط مجموعة مختلفة من الفاعلين تنشط في جماعات مختلفة من حيث النوع والعدد وقد تكون دولا أو ممثلين شخصين للدول أو جماعات محلية أو دولية أو أفراد مختلفي التوجهات ويتميزون بدرجة عالية من التنظيم الموارد وتنوع سياقات نشاطهم . ويعرفه "ألكس شميد" " Alex shmid" بعد دراسته 109 تعريفات للإرهاب ، إذ يشير إلى أن أغلبية التعليقات والتعريفات المقدمة للإرهاب تتقاسم معنى العنف والتهديد الناتج عن العنف والملاحظ أن الإرهاب هو العنف في أقصى صوره من اجل جلب الأنظار، هذا العنف محفز سياسيا من اجل غرس الرعب ويهدف، إلى تحقيق هدف جماهيري أوسع من الضحايا المباشرين 4. ولدراسة الموضوع قمنا بتوظيف ثلاث فصول : الفصل الأول: بعنوان الإطار النظري للتنافس الاستراتيجي على المنطقة المغاربية، الذي حاولنا من خلاله خلق إطار نظري للتنافس بين الدول الكبرى لفهم أسباب التي تدفع الدول الكبرى إلى التنافس ومعرفة إذا كان دائما أو ظرفيا يشمل جميع المجالات أو بعضها، فتطرقنا إلى النظريات الكبرى على رأسها الواقعية التي ركزت على الصراع من اجل القوة والمصلحة الوطنية وحتمية الصدام بين الدول الكبرى ، ثم تطرقنا إلى الليبرالية ونظرية السلام الديمقراطي من اجل شرح هامش التعاون الذي ميز العلاقات الدولية وخاصة في إطار العولمة وانتشار الاعتماد المتبادل ، وتطرقنا أيضا إلى عدة مقاربات من بينها الاعتماد المتبادل والمقاربة النفعية وكذا مقاربة القوة الناعمة ، وختمنا الفصل بمكانة المنطقة المغاربية في الإستراتيجيتين الأمريكية والفرنسية . الفصل الثاني : وكان بعنوان الأهمية الإستراتيجية للمنطقة المغاربية خصصناه لإبراز الأهمية الجيوبوليتيكية والجيواقتصادية للمنطقة مع الإلمام ببعض الجوانب التاريخية لها. الفصل الثالث : والذي كان موسوما بالتنافس الفرنكو-امريكي على المنطقة المغاربية يعتبر محصلة للدراسة تناولنا فيه السياسات الأمريكية والفرنسية في المجالين الاقتصادي والعسكري الأمني بالمنطقة، وختمناه بموقف كل من القوتين من القضايا الكبرى في المنطقة على رأسها قضية التكامل المغاربي أو المشروع الوحدوي وقضية النزاع الصحراوي. وفي الاخير استخلصنا ان التنافس الامريكي الفرنسي على المنطقة المغاربية هو تنافس ذو طبيعة خاصة يمكن الاصطلاح عليه انه تنافس ناهم أو لين وفندنا مزاعم مقاربة السلام الديمقراطي القائلة بعدم بعدم امكتنية النزاع والحرب بين الدول الديمقراطية وان كان هدا صحيحا في شقه العسكري فهو على العكس تماما في شقه الاقتصادي.
URI/URL: http://hdl.handle.net/123456789/600
Collection(s) :Science Politique

Fichier(s) constituant ce document :

Fichier Description TailleFormat
resume.pdf69,65 kBAdobe PDFVoir/Ouvrir
View Statistics

Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.

 

Ce site utilise la plate-forme Dspace version 3.2-Copyright ©2014.