Dspace de universite Djillali Liabes de SBA >
Mémoire de Magister >
Droit >
Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document :
http://hdl.handle.net/123456789/508
|
Titre: | تأثير الأغلبية الحزبية و المعارضة في تنمية نشاط البرلمان |
Auteur(s): | BOUSBAI, Malika , MAROUANE Mustapha |
Date de publication: | 3-mar-2013 |
Résumé: | یعتبر البرلمان من أھم المنظمات الحكومیة التي وجدت من أجل تكریس فكرة
الدیمقراطیة، نظرا لكونھ مؤسسة تمثیلیة وكلھا الشعب مسؤولیة تمثیلھ والتعبیر عن مختلف
آرائھ وتوجھاتھ، وفي نفس الوقت ھو ھیئة تشریعیة تضطلع بسن القوانین واللوائح والأنظمة
ووضع القواعد العامة التي تنظم مختلف مناحي الحیاة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة.
إن تكریس البرلمان لدوره التمثیلي والتشریعي یستلزم ضرورة التنسیق بین مختلف
الاتجاھات السیاسیة في الدولة، ولا یمكن تحقیق ذلك إلا من خلال السماح للأحزاب السیاسیة
بالتعبیر عن رأیھا في إطار ھذه الھیئة، لذلك اعتبرت الاحزاب نقطة الوصل بین الشعب
والسلطة من أجل تجسید فكرة الدیمقراطیة، ومن ھنا أصبحت المكون الرئیسي للبرلمان.
یعد ارتباط الاحزاب السیاسیة بالبرلمان ولید شعور أعضاء المجالس النیابیة بضرورة
تكتلھم من أجل الدفاع عن امتیازات ھذه المؤسسة ومن أجل الحصول على امتیازات إضافیة
واعتمدوا على الاحزاب من أجل تكریس ھذا الھدف، فعن طریقھا یتم الاعتراف والتعبیر
عن مختلف التوجھات السیاسیة ومن خلالھا یتكون الرأي العام الذي یؤدي إلى مشاركة
المواطنین في الشؤون العامة، وھي واسطة الشعب المباشرة للممارسة السیادة في الدولة.
یختلف تأثیر الأحزاب السیاسیة على البرلمان باختلاف النظام الحزبي المعتمد في
الدولة، سواء كان النظام قائما على الأحادیة الحزبیة حیث لا یكون ھناك أي مجال
للمعارضة، أو كان النظام قائما على التعددیة التي تبیح الرأي والرأي الآخر، بمعنى وجود
أغلبیة مساندة للحكومة وتدعمھا ووجود معارضة تنتقدھا.
النظام السیاسي الجزائري یعطي نموذجا جدیرا بالدراسة في إطار العلاقة بین
الأحزاب السیاسیة والسلطة التشریعیة، وذلك كون أن الجزائر اعتمدت على كلا النظامین
الحزبیین الأحادي والتعددي، وشھد برلمانھا تطورا كبیرا من نظام الغرفة الواحدة إلى نظام
الغرفتین، لذلك كان من الضروري الوقوف على أثر العلاقة بین الحزب باعتباره معبرا عن
اتجاه سیاسي وبین السلطة التشریعیة وفقا لمنظور دستوري.
إن الحیاة البرلمانیة التي عرفتھا الجزائر كانت لھا خصوصیاتھا النابعة من تجربة
سیاسیة ثوریة مارسھا الشعب الجزائري في ظل مراحل وظروف تاریخیة مختلفة، حیث تم
الشروع في إقامة أول ھیئة برلمانیة مباشرة بعد استرجاع السیادة الوطنیة والتي تمثلت في
المجلس الـتـأسیسي الذي انیطت لھ مھمة تسلیم مھام السلطة وتعیین الحكومة وإقرار
برنامجھا وإعداد مشروع الدستور.
ومباشرة بعد انتخابھ سنة 3691 قام المجلس التأسیسي بإعداد أول دستور للبلاد نص
في أحكامھ على أن السیادة ملك للشعب یمارسھا بواسطة نواب ترشحھم جبھة التحریر
الوطني للمجلس الوطني، حیث تدعم الحزب خلال ھذه الفترة بمجموعة من السلطات
المنصوص علیھا في صلب الدستور مما أثر على السلطة التشریعیة في مجال التشكیلة
والعمل وقید من قدرتھا على أداء وظیفتھا باستقلالیة وفعالیة، إذ عمل ھذا الأخیر على خنق
المؤسسة البرلمانیة وإضعافھا وبالمقابل تدعیم السلطة التنفیذیة وتقویتھا.
الترشح للنیابة في المجلس خلال كل من دستوري 3691 و 6791 كان مركزا بید قیادة
جبھة التحریر الوطني فلھا حق اقتراح أو إسقاط صفة النیابة، وھذه القیادة تسیطر علیھا
الحكومة خصوصا بعد تولي رئیس الجمھوریة الامانة العامة للحزب، كما أن سلطة المجلس
في مجال التشریع كانت ضعیفة لأنھ كان مضطرا للتعاون مع الحكومة التي كانت في مركز
قوة مقارنة بالبرلمان.
إن النظام الحزبي القائم على الأحادیة التي تمنع كل شكل من أشكال المعارضة
السیاسیة یجعل تأثیر الحزب في المجال التشریعي كبیر إلى درجة قد یتحول فیھا العمل
البرلماني إلى عمل حزبي، حیث یلزم ھذا الأخیر الأعضاء الذین قام بترشیحھم لتمثیلھ في
البرلمان بضرورة الالتزام الدقیق بتعلیماتھ وتوجیھاتھ، وبالتالي تتوسع سلطة الحزب في
عمل البرلمان من حیث التشكیلة والعمل وحتى في إطار التصویت على القوانین الذي لا
یعبر في الغالب عن رأي البرلمان، لأن النائب یكون مراقبا من قبل حزبھ.
الخلاصة العامة التي یمكن استخراجھا حول مكانة البرلمان خلال الأحادیة الحزبیة ھي
أن المشرع أكد على أھمیة ومكانة المؤسسة التشریعیة من خلال التأكید على الصلاحیات
التشریعیة والرقابیة للبرلمان، إلا أن الممارسة الفعلیة والتحولات الدستوریة أفرزت خللا
كبیرا في العلاقة بین السلطتین التشریعیة والتنفیذیة التي مال تأثیرھا الكبیر للسلطة التنفیذیة
التي كانت مركز الثقل في النظام السیاسي الجزائري الذي عرف تحولات عمیقة في فترة
التعددیة.
حیث شھدت الجزائر خلال عامي 8891 و9891 مجموعة من الإصلاحات السیاسیة
والدستوریة والمتمثلة في فصل الحزب عن الدولة، وإنھاء الدور السیاسي للجیش وتوزیع
السلطة بین الرئیس والحكومة والبرلمان، وإلغاء القاعدة التي تقضي بأن رئیس الجمھوریة
یجسد وحدة القیادة السیاسیة للحزب والدولة، كما تم الإقرار بمبدأ التجمع والتعددیة الحزبیة
لإضفاء الطابع الدیمقراطي على الحیاة السیاسیة في ظل احترام السلامة الترابیة والوحدة
الوطنیة وحمایة حریات المواطن الأساسیة ونبذ الممارسات المنافیة للخلق الإسلامي.
ومن ھنا دخلت الجزائر مرحلة جدیدة تمیزت بظھور قطب حزبي جدید یتمثل في
المعارضة، كما تمیزت مرحلة التعددیة بتشكیل غرفة جدیدة على مستوى البرلمان وھي
مجلس الأمة، وبرز دور المعارضة في كون أن عدم نجاح الحزب في الوصول إلى تولي
زمام السلطة لا یعني توقفھ عن القیام بأي مشاركة في إدارة الشؤون العامة، فمشاركة ھذا
الأخیر خارج نطاق السلطة تتجسد في قیامھ بدور المعارضة من خلال توجیھ ونقد نظام
الحزب الحاكم وتحدید مسؤولیاتھ.
إلا أن واقع النظام السیاسي الجزائري سواء أثناء انتھاج الأحادیة الحزبیة أو في إطار
الإقرار بالتعددیة السیاسیة ومبدأ الفصل بین السلطات، یؤكد مدى انعدام وجود قنوات حقیقیة
للمشاركة السیاسیة الفعالة، وبالخصوص انعدام معارضة قویة وفعالة، قادرة على نقد الحزب
الحاكم وتوجیھھ، ولإن كانت المعارضة في الجزائر ممنوعة في إطار الأحادیة الحزبیة فإنھا
مقیدة في ظل التعددیة، نظرا لسیطرة أحزاب التحالف الرئاسي المتحصلة على الأغلبیة
البرلمانیة، كما أن ضعف المشاركة في الانتخابات التشریعیة جعل البعض یرى في البرلمان
الجزائري مؤسسة فاقدة للشرعیة الدیمقراطیة والسیاسیة، وإن كان متمتعا بالشرعیة
القانونیة بحكم أن الفائزین حصلوا على أغلبیة الأصوات المعبر عنھا، والقانون لا یعطي
اعتبارا لنسبة معینة من المشاركة.
فالأحزاب السیاسیة في الجزائر تعاني من أزمة الإبعاد التي تنعكس بشكل أو بآخر على
الدور البرلماني فتضعفھ وتجعلھ مجرد واجھة في الصراع مع الحكومة المتكونة من الأغلبیة
المنبثقة من البرلمان، فقد أدت التعددیة إلى ظھور مجموعة من الأحزاب الصغیرة الھامشیة
التي لا تعبر عن قوى حقیقیة، نظرا لكونھا احزاب ضعیفة ولیس لھا أي تأثیر ملموس على
المجریات السیاسیة والبرلمانیة خصوصا بعد ظھور التحالف الرئاسي الذي جسدتھ أكثر
الأحزاب السیاسیة قوة في الجزائر من أجل القضاء على كل معارضة ممكنة.
إن الاعتراف بالتعددیة السیاسیة والحزبیة في الجزائر لا یكفي من أجل تحسین الأداء
النیابي وتفعیل المؤسسة التشریعیة في الجزائر، بل ینبغي تكریس فكرة المشاركة السیاسیة
بما توفره من مجال سیاسي یسمح بإعطاء أدوار فاعلة للمعارضة، ومن أجل تفعیل العمل
البرلماني ینبغي فتح المجال السیاسي أمام المعارضة ودعمھا دستوریا، لأنھا الجھة القادرة
على تحدید مسارات المسؤولیة والمساھمة في تفتح الرأي العام من خلال نقد الحكومة
وتوجیھھا، التخفیض من القیود المفروضة على ممارسة الآلیات الرقابیة من اجل إعطاء
الأقلیة البرلمانیة دورا في تفعیل ھذه الآلیة، خصوصا في ظل وجود أغلبیة مساندة للحكومة
ومن جھة أخرى تطویر العمل البرلماني في جانبھ التشریعي بحیث یخدم عملیة تمثیل
مختلف شرائح المجتمع، إذ ینبغي أن یكون المجلس أكثر تمثیلا لأن تمریر القوانین بسرعة
وبدون مناقشة جدیة یؤثر على مكانة الھیئة التشریعیة ویصبح التشریع في مستوى متدني. |
URI/URL: | http://hdl.handle.net/123456789/508 |
Collection(s) : | Droit
|
Fichier(s) constituant ce document :
|
Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.
|