الاتجاهات المذهبية ودورها في التطور الثقافي بالمغرب الأوسط ما بين القرنيين 3هـ و6هـ

Abstract

إن موضوع دراستنا الموسومة بعنوان:"الاتجاهات المذهبية ودورها في التطور الثقافي بالمغرب الأوسط ما بين القرنين 3هـ و 6هـ " يستهدف البحث عن مساهمة الاتجاهات المذهبية المختلفة من إباضية، شيعة وسنة في تطور الحياة الثقافية في المغرب الأوسط. كما تستهدف الدراسة بلورة رؤية شاملة لفهم الظاهرة المذهبية في إطار ثقافي أوسع، يتجاوز الحدود المذهبية. أما الإشكالية التي يعالجها الموضوع فتتمحور حول المنطلقات الفكرية والظروف السياسية والاجتماعية التي ولدت في إطارها الاتجاهات المذهبية المختلفة منها الخارجية، الشيعة والسنة، كما تتناول ظروف انتقال هذه الاتجاهات المذهبية من المشرق الإسلامي إلى بلاد المغرب، وانتشارها ببلاد المغرب الأوسط، وأخيرا تتناول الإشكالية الميراث الفكري الذي خلفته، الاتجاهات المذهبية ومساهمتها في تطوير الحياة الثقافية بالمغرب الأوسط في هذه المرحلة الهامة والمؤثرة في تاريخنا. جرت معالجة الموضوع في فصل تمهيدي، يتناول الواقع السياسي للمغرب الأوسط، في الفترة الممتدة من القرن الثالث حتى السادس الهجري(9-12م)،وثلاثة فصول خصصت لدراسة الاتجاهات المذهبية، من إباضية وشيعة وسنة، سرى فيها البحث على منهج موحد، بهدف وضع تجاربها تحت نفس المعايير المنهجية، وتتبع تطوراتها وإضافاتها الفكرية بنفس الخطوات، ثم تقييم دورها ومساهمتها في الحياة الثقافية في المغرب الأوسط بآلية موحدة. أما الفصل الرابع والأخير من هذه الدراسة، فهو عبارة عن محاولة فكرية لقراءة تحليلية تركيبية للمشهد الثقافي في ظل هيمنة الاتجاهات المذهبية، هذه القراءة نعتقد أنها لازالت في المهد وقابلة للإثراء وفي حاجة ماسة الى المزيد من العمق، كما خلص الموضوع إلى خاتمة أوجزت النتائج المتوصل إليها من هذا البحث المتواضع.