DSpace
 

Dspace de universite Djillali Liabes de SBA >
Thèse de Doctorat en Sciences >
Sciences Humaines et Sociales >

Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : http://hdl.handle.net/123456789/2005

Titre: شبكات دعم الثورة الجزائرية في أوروبا الغربية 1957-1962.
Auteur(s): IDDOU, Chabane
Encadreur: MEDJAOUD, Mohamed
Mots-clés: شبكات الدعم
الثورة الجزائرية
أوروبا الغربية
1957
1962
Date de publication: 21-déc-2017
Résumé: إذا كان للثورة التحريرية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي أبناء فجروها ثم احتضنوها وساروا بها إلى الهدف المنشود ألا وهو الاستقلال، فقد كان لها أيضا أصدقاء، أمنوا بعدالتها وبالقيم الإنسانية التي قامت عليها فساندوها عمليا وقدموا لها الدعم اللوجيستي فرادى وجماعات وصلت إلى حد تشكيل شبكات الدعم. في بحثتا حاولنا تسليط الضوء على عشرات الرجال والنساء في فرنسا وفي أوروبا الغربية الذين جازفوا بمسارهم المهني وعرضوا حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر وانتظموا في شبكات لدعم كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي والاعتراف بحقه في الاستقلال الوطني. ويكفي أن نشير إلى أن بعضهم دفعوا حياتهم ثمنا لذلك الدعم والبعض الآخر بسنوات من حياتهم في السجن استمرت إلى ما بعد استقلال الجزائر. من هذا المنطلق نرى من واجبنا ومن واجب كل الجزائريين حكومة وشعبا تثمين الموقف المشرف لهؤلاء من كفاح الشعب الجزائري، خاصة إذا علمنا أن غالبية الجزائريين يجهلون هذا الجانب من ثورتنا التحريرية والذي غُيِب تماما من المنظومة التربوية ببلادنا وحتى من المنظومة الجامعية. تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها، من جهة اعتمدت على المصادر الأولية التي أرخت للأحداث التي تناولتها كالوثائق الأرشيفية ومذكرات الفاعلين المباشرين سواء كانوا جزائريين أو فرنسيين أو أوروبيين، إضافة إلى عشرات المراجع والأفلام الوثائقية التي اهتمت بالموضوع، ومن جهة أخرى تصحيح مسألة حصر شبكات دعم الثورة الجزائرية في شبكة (جانسون) و(كوريال)، والمعروفة باسم «حَمَلَةُ الحقائب- Les porteurs de valises» مما يبدو وكأن الموضوع أخذ حقه من الدراسة في ظل وجود مؤلفات عديدة حول الشبكتين. لكن في واقع الأمر أن هناك شبكات دعم أخرى لا تقل أهمية استطاعت أن تقدم خدمات جليلة للثورة وشكلت سندا قويا لـ«جبهة التحرير الوطني» لتحمل أعباء الثورة التحرير. تدرجنا في تناول الموضوع وفق خطة تتضمن ما بلي: • المدخل الذي رأينا أنه من الأنسب الحديث فيه عن تاريخ مناهضة الاستعمار في أوروبا مع التركيز على فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لمسايرة الخلفية الفكرية والفلسفية التي نشأت على أساسها شبكات دعم الثورة الجزائرية، والتي ما هي، في حقيقة الأمر، إلا تعبير عملي وتجسيد ميداني وملتزم للأفكار المناهضة للاستعمار. نضيف إلى ذلك التعرف على رواد هذا التيار في هذه الفترة. وباعتبار أن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي تشكل على أساس إيديولوجي تراجع فيه المد الاستعماري بشكل لافت بظهور حركات التحرر في البلدان التي كانت ترزح تحت وطأة الاستعمار، فإن شبكات الدعم التي تنتمي إلى التيار اليساري التقت مع حركات التحرر الوطني حول تصور مشترك للتأسيس لعلاقات مستقبلية جديدة بين شعوب المستعمرات وشعوب البلدان الاستعمارية التي خضعت لها. قسمنا العمل ألى بابين: يبرز الباب الأول معركة جبهة التحرير الوطني باتجاه الرأي العام والوسائل المستخدمة للوصول إلية وإقناعه بعدالة القضية الجزائرية ودفعه إلى تحمل مسؤولياته اتجاه ما يرتكب باسمه من فظائع من الاستعمار الفرنسي، في حين يستعرض الباب الثاني مختلف شبكات الدعم التي تشكلت في فرنسا وفي أوروبا الغربية، في كل من ألمانيا الغربية، بلجيكا هولندا، النمسا، سويسرا، أسبانيا، إيطاليا، بريطانيا، الدانمارك، السويد وفنلندا...إلخ، وموقف مختلف الأطراف من هذه الشبكات. قسمنا كل باب إلى أربعة فصول،فاحتوى الباب الأول على ما يلي: • الفصل الأول: تتبعنا فيه تطور موقف الرأي العام من الثورة الجزائرية والعوامل المؤثرة فيه. • الفصل الثاني: استعرضنا إستراتيجية جبهة التحرير الوطني اتجاه الرأي العام في فرنسا وأوروبا الغربية. • الفصل الثالث: رصدنا الأحداث التي هزت الرأي العام بين 1957-1962. • الفصل الرابع: شرحنا التحول الذي طرأ على الرأي العام في فرنسا وفي أوروبا الغربية اتجاه الثورة الجزائرية. إما الباب الثاني فقد احتوى على ما يلي: • الفصل الأول: استعرضنا شبكات دعم الثورة الجزائرية في فرنسا. • الفصل الثاني: استعرضنا شبكات دعم الثورة الجزائرية في بلدان الجوار لفرنسا، وبشكل خاص في جمهورية ألمانيا الفدرالية، بلجيكا، سويسرا، إيطاليا، إسبانيا والنمسا. • الفصل الثالث: استعرضنا شبكات دعم الثورة الجزائرية في البلدان الشمالية في أوروبا (pays nordiques) خاصة الأراضي المنخفضة، إنجلترا، الدانمارك، السويد، النرويج وفنلندا. • الفصل الرابع: رصدنا المواقف المختلفة من شبكات دعم الثورة الجزائرية، وركزنا على موقف الحكومة الفرنسية والحزب الشيوعي الفرنسي والحكومات الغربية وموقف جبهة التحرير الوطني. توجنا هذه الدراسة بخاتمة حملناها بعض الاستنتاجات التي توصلنا إليها، وأشرنا إلى الإشكاليات الجديدة التي يمكن للباحثين الالتفات إليها لتسليط الضوء على جوانب أخرى من موضوع الدراسة. وأرفقنا في نهاية الموضوع مجموعة من الملاحق كسند لما تم التطرق إليه في هذه الدراسة. نتائج الدراسة في نهاية البحث خلصنا إلى جملة من الاستنتاجات حول شبكات دعم الثورة الجزائرية في أوروبا الغربية والدور الذي لعبته أهمها: أولا: أن دعم الشبكات قد تم لدوافع فلسفية أو أخلاقية أو سياسية مختلفة. من الناحية الفلسفية كانت الثورة الجزائرية فرصة مناسب لتطبيق مختلف النظريات اليسارية المتعلقة بالثورة العمالية وتأسيس "مجتمع البروليتاريا" وإثبات صحة هذه النظرية أو تلك. فـ(فرانسيس جانسون) مثلا، كان على قناعة بأن الثورة الجزائرية، إنما هي ابتكار جديد للنظريات الماركسية وتجسيد ميداني لها، وأن إنشاء همزة وصل بين الحركة العمالية الفرنسية وحركة التحرير الوطنية الجزائرية يمكن أن يتسبب في انهيار النظام الديغولي والإطاحة بالجمهورية الخامسة وتفجير النظام الرأسمالي الفرنسي. في حين لم يكن (هنري كوريال) يعتبر كفاح الجزائريين ثورة بالمعنى الدقيق لهذه العبارة، لأنها لم تكن تحت قيادة الطبقة العمالية، بل كان يعتبرها انتفاضة فلاحين بسبب حرمانهم من أراضيهم. ونظرته هذه هدفها ليس التقليل من شأن الثورة الجزائرية، لأنه يؤكد بأنها زلزال مدمر، ولكن ليس إلى درجة أن يحدث ارتجاجا في الحركة العمالية الفرنسية. ولهذا السبب رفض أن يوهم نفسه بأن المجاهدين الجزائريين هم السماد المخصب للتربة الثورية عند الأوروبيين، بل كان يرى، وبتحاليل بسيطة، أن مهمة جبهة التحرير الوطني هي تحرير الجزائر وأن الجزائريين ليسوا مكلفين بإضرام نار الثورة في فرنسا. أما التيار التروتسكي والأممية الرابعة فلم تكن تعر اهتمام للنقاش الدائر حول معرفة طبيعة الثورة وتكوينها الاجتماعي، فالأهم بالنسبة لها هو العمل الثوري في حد ذاته من أجل الاستقلال وخاصة ضد الامبريالية الفرنسية. من الناحية الأخلاقية اعترف العديد من أعضاء الشبكات أن ما حفزهم للوقوف إلى جانب كفاح الشعب الجزائري إنما هي الممارسات الغير إنسانية للاستعمار الفرنسي، خاصة التعذيب والمحتشدات والذي يتنافى كلية مع مبادئ الثورة الفرنسية التي تربوا وتربت أجيال متتالية عليها ألا وهي الحرية، المساواة والإخاء، إضافة إلى أنها ذكَّرت البعض بممارسة النازيين إبان الحرب العالمية الثانية، ولم يعد هؤلاء يفهمون كيف يجرؤ ويقبل الفرنسيون الذين عذبوا من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية، على تنفيذ نفس الممارسات على الشعب الجزائري ؟ وهذا ما جلب، في رأيهم، لفرنسا العار والعزلة الدولية، وأصبحت محل انتقاد من حلفاءها قبل أعدائها. أما من الناحية السياسة فكان موقف الحزب الشيوعي الفرنسي المتخاذل حيال العديد من القضايا من بينها عدم إدانة التدخل العنيف للاتحاد السوفييتي في المجر، التصويت على قانون السلطات الخاصة وعدم الاعتراف بالثورة الجزائرية وجبعة.ت.و» والتبرؤ من كل من يقدم أي دعم مهما كان لها. كل ذلك جعل العديد من المناضلين ينشقون عن الحزب ليمارسوا قناعاتهم التي تحثهم على مساندة الجزائريين في كفاحهم التحرري. ثانيا: أن شبكات دعم الثورات التحررية بصفة عامة، والثورة التحررية الجزائرية بصفة خاصة، كانت تسير مع منطق التغيرات التي كانت تشهدها أوروبا والعالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتغير موازين القوة لصالح حق الشعوب في تقرير المصير والتعجيل بتصفية الاستعمار، لذلك، وفي تقديرها، فإن إصرار فرنسا على التمسك بالجزائر فرنسية، أصبح أمرا مستحيلا، وأن الحلول الشكلية التي تطرحها إنما هي مضيعة للوقت وزيادة في التكاليف المادية والبشرية، وأن الحل الوحيد هو تمكين الشعب الجزائري من تقرير مصيره، والاعتراف بحقه في العيش في دولة مستقلة. ثالثا: ظهور معنى جديد للخيانة وهي «الخيانة الإيجابية- La trahison positive»، حيث أكد (جانسون) أن العمل الذي كانت تقوم به الشبكات يدخل في هذا لإطار، وأن أول خائن إيجابي هو من بادر بإقامة جسر على واد ليجبر قبيلتين أو عشيرتين على إقامة علاقات. والمشكل المطروح هو مسألة الانفتاح على الآخرين، الاعتراف بوجودهم، والاعتراف بأن لهم نفس الحقوق التي لدى الجميع، بدلا من سحقهم. وكان الإحساس السائد هو أنه آن الأوان أن: "نخون هذه الكيفية التي كانت فرنسا تخون بها نفسها- trahir la façon avec laquelle la France se trahit". وفي هذه الحالة يكون للضمير الشخصي واجبات أجل وأسمى من الواجب الوطني الضيق. رابعا: أن الشبكات ساهمت وبشكل فعال في دفع الحكومة الفرنسية نحو التعجيل بإيجاد حل للمشكل الجزائري وحثها على التفاوض مباشرة مع جبهة التحرير الوطني باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الجزائري، ثم الاعتراف بحق الشعب الجزائري في الاستقلال. وساهمت الشبكات أيضا في جعل الحكومات في أوروبا الغربية تتوقف عن تقديم الدعم المطلق لفرنسا والتعامل بحذر مع الدعاية الفرنسية في عرضها للمشكلة الجزائرية. خامسا: أن الشبكات، من خلال تضامنها مع كفاح الجزائريين، جسدت وجها آخرا لفرنسا وأوروبا، التي تطمح إلى بناء أسس مستقبل على علاقات حقيقية مع الدولة الجزائرية الجديدة، والأهم من ذلك ترك رسالة للأجيال الجزائرية الشابة بأن هناك فرنسا أخرى وأوروبا أخرى تختلف تماما عن تلك التي تعودا على رؤيه وجهها البشع في أشخاص الجنرالات الجلادين والسياسيين المنغلقين. سادسا: أن الثورة التحريرية تعد نموذجا للعمل الثوري الناجح تستلهم منه الأجيال التجارب والتطلع إلى الإبداع وصناعة المستقبل التفوق وبلوغ أعلى المراتب بين الأمم. ذلك أن الثورة كانت صناعة جزائرية بكل المقاييس، وطيلة السبع سنوات ونصف من عمرها ظلت كذلك، لأنها هي التي كانت تصنع الأحداث وتؤثر فيها وتوجهها وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية، ولم تقبل الإملاءات من أي طرف كان. وبالتوازي كانت تقتنص الفرص وتتكيف مع الظروف وتوظفها لبلوغ الاستقلال وهو الهدف المنشود. سابعا: أثبت التعاون بين الثورة وشبكات الدعم أن الأصل في العلاقات بين الشعوب يقوم على احترام الآخر والاعتراف بوجوده بغض النظر عن انتمائه العرقي أو الديني أو الإيديولوجي، وأن اختلاق النظريات لتصنيف البشر إلى صنف راقي وآخر وضيع هي مجرد أوهام ومبررات لاستساغة الاستعباد والاستغلال في أبشع صوره. ثامنا: أن شبكات الدعم كانت فرصة لبروز بعض الممارسات والنشاطات ذات الطابع النفعي والمحظورة من الناحية القانونية كتجارة الأسلحة وتزوير الوثائق و العملة وعبور الحدود. تاسعا: أن شبكات الدعم رغم الخدمات الجليلة التي قدمتها للثورة، من إيواء وتنقل وجمع الأموال وتوفير وثائق الهوية المزورة، وغيرها من الخدمات، إلا أنها لم تكن العامل الحاسم للمعركة مع فرنسا وإنما عاملا مساعدا. والدليل على ذلك هو أنه بعد اكتشاف شبكة جانسون واعتقال معظم أعضاءها لم تتوقف عملية تحويل أموال الاشتراكات للجالية الجزائرية في فرنسا وأوروبا وتشكلت، كما رأينا، شبكة كوريال وفي نفس الوقت قامت فدرالية «ج.ت.و» بفرنسا بإنشاء شبكة محلية لتحويل الأموال تحت إدارة (عبد الرحمان فارس). وبشأن الدور الذي لعبته الأموال التي حولتها الشيكات فإن (جانسون) لم يرغب أن يعطي الانطباع بأنه من دون تلك الأموال لم يكن للثورة أن تستمر حيث يقول في كتابه «حربنا- Notre guerre» قي الصفحة 55: "ليس ثمة أي تكافؤ بين حجم ميزانية الحرب التي رصدتها الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وبين بضعة مليارات من الفرنكات التي كانت فدرالية الجبهة بفرنسا تساهم بها في كل سنة. وإذا لم يتم دفع هذه الأموال فإن الثورة الجزائرية لن تتوقف بسبب ذلك. كل ما في الأمر أن هذه المساهمة توفر على وزير المالية لدي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، مغبة الاستعانة ببعض البلدان التي لربما تستغل الفرصة للتأثير على هذا الجانب أو ذاك في سياسة حكومته.". على كل حال فإن البحث العلمي عملية مستمرة لا تنتهي أبدا. والموضوع الذي بحثنا فيه أردناه أن يكون مساهمة لإثراء البحث العلمي التاريخي والمشاركة في النقاش الذي يثار هنا وهناك حول القضايا التي تهم التاريخ الوطني . والمؤكد هو أن طلبة وباحثين آخرين سيتناولون هذا الموضوع مستقبلا من زوايا مختلفة، خاصة بعد أن يتم الإفراج عن ما تبقى من الأرشيف المرتبط بموضوع البحث. ونتمنى أن يجد هؤلاء الطلبة والباحثين في أطروحتنا سندا للانطلاق في أطروحات أخرى تبرز جوانب جديدة من الدعم الذي تلقته الجزائر إبان ثورتها التحريرية.
URI/URL: http://hdl.handle.net/123456789/2005
Collection(s) :Sciences Humaines et Sociales

Fichier(s) constituant ce document :

Fichier Description TailleFormat
DS_SHS_IDDOU_CHABANE.pdf14,01 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir
View Statistics

Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.

 

Ce site utilise la plate-forme Dspace version 3.2-Copyright ©2014.