عقد العمل الرياضي

Abstract

فيما مضى لم يكن أبطال اليونان يركضون ويتنافسون لمجرد الحصول على الأوسمة والألقاب فقط، حيث أن المبالغ التي كان يتلقاها هؤلاء من خلال انتصاراتهم لعدة سنوات، كانت تكفيهم للعيش بشكل مريح إلى آخر حياتهم. اليوم أيضا وبشكل نهائي، فإنه يتم تشغيل رياضيين محترفين أو تأجيرهم من قبل شركات ومتعاهدين مقابل أجر، وهذا يكون غالبا في إطار علاقة العمل. إن هذه الأطروحة وعلى وجه التحديد تتعلق بدراسة عقود عمل الرياضيين المحترفين والتي تكون مبرمة بين الرياضي والنادي أو المدرب والنادي. إن للرياضة خصائص خاصة بها والتي من بينها، المواسم الرياضية والأخطار الرياضية وسلامة المنافسات والخضوع إلى السلطة التقنية للمدرب بالإضافة إلى اللوائح الفدرالية والمشاركة في المنتخبات الوطنية. وعلى هذا فإن قواعد قانون العمل تكون في بعض الأحيان غير متوافقة مع حقيقة الأنشطة الرياضية أو مع حماية الرياضي الأجير، وعليه ينبغي الإشارة إلى أنه هناك العديد من الصعوبات العملية المترتبة عن ذلك والتي من بينها كيفية الجمع بين قواعد قانون العمل والاتفاقيات الجماعية في هذا المجال واللوائح الرياضية، وعليه محاولة الإحاطة بماهية هذا العقد وأيضا معرفة كيف يتم حماية المفاوضات على العقود عند وجود المنافسة بين الأندية، كما يجب معرفة رابطة السلطة بين الرياضي والمدرب، وهل هي رابطة تبعية في إطار علاقة العمل؟ ما هي طبيعة الفروق بين الرياضي المحترف و الهاوي؟ وما هي الحدود بين الحياة الخاصة للرياضي والحياة المهنية له؟ وذلك بالنظر إلى التزامات هذا الأخير، وكيف يتم تهيئة الوقت للعمل الرياضي؟ وماذا يحدث للعقد في حالة إصابة الرياضي؟ وكيف تتم عملية انتقال الرياضي، وكيف لهذه المحاكم التحكيمية الرياضية أن تعترف بالنزاعات المرتبطة بعقود عمل الرياضيين، وذلك من خلال التطرق إلى أحكام هذا العقد. هذه المذكرة تحتوي نوعا ما على تفصيل لكل هذا، حيث أنها تصف بطريقة بيذاغوجية حياة عقد العمل الرياضي من خلال بداية المفاوضات إلى غاية نهاية هذا العقد، تتوفر بصفة منهجية على تعليقات قانونية تم التوصل إليها، وتتضح من خلال الأمثلة المأخوذة من الواقع الرياضي، بالإضافة إلى تقديم أمثلة أيضا عن البنود التعاقدية وذلك من أجل تسليط الضوء على موضوع شائك و استخلاص تكريس الممارسات أو تطبيقات الاجتهاد القضائي الخاص